تقبرني ما أهضمك

نحنا اللّبنانيّي…..

أيّ…إنّو نحنا يللّي عايشين بلبنان….

أو… إنّو يللّي معنا جنسيّي لبنانيّة….

مهضومين….

 

يمكن جنسيّتنا أو جنسنا…

فيهن كم جينة هضمنة…زايدة…

ما بتلاقيها بجنسيّات وأجناس تاني….

 

هودي الجينات المهضومة….

 عم بوَلدو أو عم بفَرزو خصلات مهضومة…

كيف يعني؟…

يعني وحدي من الخصلات …كيف بدّي قلّك…

لمّا تجي توقّع ركهوة القهوة…عحدا…

عحضنو مثلاً…

ركوة بإمّها وأبوها….

وتطرطشلوا تيابو أو تيابها…

وتحرقلن شو في تحت الجينس أوالتنّورة….

وتنزعلن نهارن….

وتطعميهن نقزة يمكن من وراها يصير معهن سكّري مثلاً…

وترجع من بعدها…. بكّل بساطة وبكلّ براءة…

تخبّرهن..وتطمّنن إنّو بسيطة “ما صار شي”…وإنّو “هينة”….

 

هيدا كلّو “مهضوم” لأنك…

طيب ما عبّرن للجماعة….

خلّيها تطلع مننّ إنّو “ما صار شي”… مش منّك…

طيب بركي… صار شي….

بركي آخر مرّة وقعت فيها الركوة عحدا… ما صار شي….

لكن هيدي المرة صار شي عويص مثلاً….

ما هيّي الركوة مش كلّ مرّة بتوقع نفس الشي…

“مهضومين”….

وبكلّ حرفيّة بتروح بتلمّ ورقتين كلايناكس ويتجي بدّك تمسّح القهوة عن تيابن…

وبتضّحكلن…وبتفتح موضوع تاني وبتمشي….

مهضوم لأنّك….

 

 

وخود بقا لمّا يجي الحلّاق ويكون عم يحلق للمدام…

وبدل ما يحلقلها…يقوم… و”يحرقلها”….جبينها…

أو يحرقلها شي خصلة من خصلات شعراتها مثلاً…

وبدل ما يقلّها “عفواً مدام ما تواخزيني سوري”….

بيجي بطمّنها إنّو “معليش ما صار شي”….

يحرق دين هالخصلي طيّب….

ولا كيف ما صار شي؟…صار شي….

حرقت دين الخصلة اللّي عندها ياها….

 

مهضومين…

مهضومين لأنّو مناخدن العالم كأشكال وكأحجام وكأعداد وكأرباح….

أكتر من ما مناخدهن كبشر وأفكار وأحاسيس وإحترام….

إلاّ إذا كانو بيقربونا…..

لمّا يصيرو العالم بيقربونا….بيتغيّر الموضوع…

لمّا تصفّي إنت بتقربني….بتصفّي كمان تقبرني….

تقبرني أحاسيسك…وتقبرني أفكارك…وتقبرني ما تزعل…

وتقبرني ما تنوجع….وتقبرني ما أهضمك…

ولمّن يصيروا يقربونا كتير…بيصيروا يقبرونا كتير….

 

 

إحترماتنا…

طالما إنهّا صرماية

 فاقو الجماعة…

 

وزير الإعلام…أعلم كلّ النوّاب والوزراء شو اللّي صار…

 

وزير الداخليّة نزل شرحلنا كيف إنّو كلّ أجهزة القوى الأمنيّة كانت عم بتنسّق مع بعضها بفعاليّة لتساعد المتضررين وتنتشل الضحايا… – برافو عالتنسيق

 

رئيس مجلس الوزراء أمر بفتح تحقيق تيعرف شو صار عالمظبوط…- والتحقيق هلّق مفتوح …ورح يبقى

 

رئيس الجمهوريّة تأسف.. ودعا إعادة النظر بآلية الإنقاذ لمّا بصير كوارث. وطلب من وزير الاشغال العامة والنقل تكليف جميع البلديات إنّو يعملو مسح على كل الابنية… – وبسرعة

 

بسرعة وزير الأشغال والنقل، نقل الرسالة للبلديّات وطلب منّن إجراء مسح على كل الابنية

 

وزير العدل وعد إنّو بدّو حاسب المسؤول عن الحادثة..- وعد الزلمي

 

وزير الصحة خبّر المستشفيات كلاّ … إنّو لازم يستقبلوا الجرحى على نفقة وزارة الصحة العامة…- عيب ما بيصير

 

مجلس الوزراء كلّف الهيئة العليا للاغاثة إنّو لازم تساعد عيل الضحايا، وتشكل لجنة لإجراء التحقيق….وبسرعة

 

بسرعة لجنة الأشغال العامة اجتمعت إستثنائيّاً وخبّرتنا..وأتحفتنا إنّو في 20 ألف بناية بلبنان ممكن تقشط هلّق…هلّق هلّق….وجسر…

 

بظرف 12 ساعة…فاقو….ونطّو…وساقو…وحكيو….

هلّق …هنّي بصدد إنّو يحضروا حالن ليرجعوا يفوتو ينامو….

ينامو عبلد….كلّوا مشاكل هنّي مسؤوولين عنّو…..

ورح بضلّن نايمين ليرجع يجي شي تاني يفيّقن…

ويرجعوا عن جديد يفيقو…وينطّو..ويسوقو…ويحكو…

ويرجعو عن جديد ينامو…

 

27 قتيل.. اللّه يرحمن…

11 جريح… حمداللّه عسلامتن…

128 نايب لازملن غيار كلّن….من أوّلن لآخرن…نقطة….

30 وزير لازم يصير فيهن متل النوّاب….نقطة

 

بمختصر…

هيدا بلد …. ما منستاهلو….

تنصير نستاهلو…

لازم نحنا الشعب….نكبّ كلّ الطقم السياسي…

اللّي بهيدي الحكومة واللّي قبلها واللّي قبلها واللّي قبلها….

ونجبلو وجوه جديدة تجي تحكمو…..نقطة….

 

ليطلع منّا هيك شي….

في حلّين….

يأمّا الشعب يثور ويوعى عوضعو…

يأمّا لازملنا شي ديكتاتور ..عارف حالو شو عم يعمل…

يجي ويحكمنا بالصرماية….

 

وبالنسبة لنوع الصرماية….مش مهمّ…

طالما إنها صرماية…

لكن كلّ ما كان قياس الصرماية أكبر…

كلّ ما كان أفضل….وأسرع…

 

إحترماتنا….

الحّق عليّي بركي

رحت عالأمن العام وقدّمت مسرحيّة….

ل نعرضها بأوّل شباط بمسرح المدينة….

رجعوا اتّصلوا الأمن العام وقالولي إنّو في كلمتين تلاتي بدّي إحزفن….

وقالولي كمان تإنزل لعندن ومعي….نسختين من النصّ المعدّل…

من بعد ما كون حذفت الكلمتين تلاتي….

 

وصلت لعندن…

واكتشفت إنّو معي نسخة وحدي بسّ من النصّ…

فقلت بسيطة يا صبي…

أكيد فيلو شي دكّانة أو مكتبة عندها فوتوكوبي…..

 

هلّق النصّ…بيطلع 30 صفحة….

وورقة الفوتوكوبي….بالأبيض والأسود….

عند معظم المحّلات بمنطقة الحمرا….

كِلفِتها 50 ليرة لبنانية ….

 

لقيت دكّانة….هويّ بيناتنا منّاش معروفة هيدي….

إذا دكّانة ولاّ مطبعة…

ولاّ مترجم محلّف…ولاّ معرصة…..

ولاّ ما معروف شي من شي…..

 

فتّ لعند الزلم…

طلعلي شبّ بالتلاتينات…

مبيّن عليه  آدمي وضحوك…..

قلتلّوا بديّ صوّر 30 ورقة أبيض وأسود إذا بتريد….

قلّي وينن؟

قلتلّو…هيه يحنّي….

أخدن منّي وزتّن بهالمكنة….وبلّش يطبّع…

 

من باب الحشريّة جيت أنا وسألتو…

قدّيش رح بكلفوني…قال الورقة ب 500 ليرة

يعني ال30 ب 15000ل.ل

 

هوّي قال هيك ومتل كأنو شبقتي شي سطل ميّ مسقّع….

اركدت عالمكنة وسحبت الوراق….

وقلتلوّ وقّف يا زلمي شو عم تعمل؟ هيدي سرقة إسمها…

قلّي لاه…إنت شو عم تعمل…

قلتلّو وقّف وقّف….

قلّي طيّب كرمالك بحسبلك ياهن الورقة ب 250 ل.ل.

يعني بيطلعوا 7500 ل.ل.

فقلّتلو خلص وقف يا زلمي هيدي سرقة إسمها….

 

قلّي قدّيش بدّك تدفع تخمين…قلتلو بالحمرا الورقة ب 50 ليرة….

وقلّي إي يلاّ روح عالحمرا لكن…

 

كانت هوني المكنة طبعتلها شي 6 أوراق….

قلتلّو اتفضّل هودي 3000 حق الستّ وراق….

 

قام شبق الوراق بيوجّي….

وقلي ما بدّي شي منّك واحد بلا زوق….

خود وراقك واطلاع لبرّا….

 

وهون بلّش يتحوّل…

أنا وعم لمّ وراقي….

هوّي بلّش يتحوّل من شي بيشبه الإنسان…

 لشي تاني ما بيشبه شي أبداً….

وبلّش صوتو يعلا تدريجيّاً…

لصار بمستوى اكتر طبقة جعير ممكنة…

أنا وعم لمّ وراقي عرواء….

وبكّل برودة أعصاب…

 

وقلّي…..:

“لبرّا…..لبرّا…..

عم قلّك لبرّا…..عجّل….

خود وراقك واطلاع لبرّا…..عجّل….

ما تقول سرقة….ما تقول سرقة…

اطلاع لبرّا بسرعة…..حيوان…..

حيوان….حيوان…..

عجّل…اركوض….اطلاع لبرّا……”

 

أنا بكلّ برودة أعصاب كنت عم لمّ ورائي…

وعم بمشي عرواء لصرت برّا ….

رجع هوّي كفّا سمفونيتو برّات المحّل….عالطريق…

 

” حيوان….ارجاع عالحمرا….حيوان…

اطلاع لبرّا….فلّ…فلّ…

عم قلّك فلّ…..حيوان….

حيوااااااان ن ن ن ن “…..

 

فلّيت…

فلّيت من دون ما إحكي ولا كلمي…

وأنا قاعد عم فكّر شو صار…

وإذا الحقّ عليّي…ولاّ الحقّ عليه…

لأنّو يمكن يكون إنّو الحق علييّ بإشيا كتيري….

وحدي منّن إنّو بعدني عايش بهالبلد….

 

إحترماتنا….